طالب د. طه حسین منذ ما یقرب من 75 عام باشتغال المثقفین بالسیاسة وعدم ترك البرلمان للجهلاء وأصحاب المصالح..
دعوة نحتاجها في هذا العصر الذي أصبح السیاسیین فیه مجموعة من الجهلاء والفاسدین، ولكن تظل هناك معضلة ترتبط بطبیعة عمل المثقف وطبیعة عمل السیاسي.
فالمثقف بوجه عام لا یسعى لتحقیق مصالح شخصیة ولا یسعى لتكوین شعبیة عریضة من أجل الحصول على منصب. لذلك تجد المثقف في حالة صدام دائم مع أفكار وعادات وتقالید المجتمع التي أكل علیها الدهر وشرب، فأصبحت خارج السیاق التاریخي، فتحولت إلى أفكار میتة وممیتة في نفس الوقت، رغم أنها ربما كانت في یوم من الأیام فكرة تقدمیة ولكن مع تغیر الزمن تحولت إلى أفكار متخلفة خارج السیاق الحضاري. ولأن المثقف الحق هو بطبیعته متمرد على الأفكار البالیة ومولد للأفكار الحداثیة التي تسعى لنقل المجتمع للأمام، فنجده لا ینساق وراء الجماهیر ولا ینافقها بل غالبا ما یصطدم بها.
Continue reading →