في عصر أصبحت الموارد غير الملموسة، المتمثلة في كل ما ينتجه الانسان من معارف علمية وتكنولوجية وابداعات ثقافية، هي المورد الرئيسي الذي ينشئ ثروة المجتمعات في مثل هذا العصر تصبح مسألة “تمكين الانسان” هي قضية وجود المجتمع نفسه. فإنسان عصر المعرفة هو وحدة الإنتاج الأساسية لهذا المورد بما يكتشفه من نظريات وينشئه من تطبيقات وينتجه من ابداعات. والانسان في هذا السياق هو كل فرد من افراد المجتمع بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ووضعه الاجتماعي او انتماءه السياسي. وتمكين الانسان هو ببساطة تعزيز قدرته على:
Category Archives: العلمانية
جبر الحداثة: من فكر البساطة الى فكر التعقد 3
“تمكين الانسان” عبارة قصيرة لا بد وان يصحبها سؤال مشروع وهو تمكينه من ماذا؟ وابسط الاجابات هي تمكينه من الاسهام الفعال، بالفكر او الفعل، في عملية الارتقاء برفاه المجتمع الذي يعيش فيه. ولا يتحقق هذا الاسهام الفعال دون تعزيز قدرة الانسان، أيا كان وضعه الاجتماعي أو الثقافي، على التفكير العقلاني فيما يتعلق بأمور دنياه وعلى تعزيز قدرته على تجسيد ما يتوصل اليه من رؤى وأفكار على ارض الواقع. أي ان لمفهوم “تمكين الانسان” بعدان يتعلق أولهما، الذي أطلقنا عليه اسم “تحرير العقل”، بتخليص عقل الانسان من كافة ما يعوقه عن التفكير الحر والمستقل ويحد من قدرته على بلوغ صواب الاحكام المتعلقة إدارة شئون حياته. وسيكون هذا البعد هو موضوع هذه المقالة. أما البعد الثاني، الذي أطلقنا عليه اسم “تيسير الفعل” سيكون موضوع مقالتنا القدمة، فيتعلق بالبنى الاجتماعية والآليات التي تتيح للإنسان تنفيذ او متابعة تنفيذ قناعاته المتعلقة برفاه المجتمع الذي يعيش فيه.
العلمانية وحدها لا تكفي
العلمانية ليست كل التحضر لكن جزء من الحل
قيمة العلمانية:
أولا فصل الدين عن الحكم لسيادة القانون
وثانيا فصل الدين عن المجتمع ليكون امر شخصي وحرية دينية
وثالثا فصل الدين عن العقل ليعود جزء من المكون الروحي للفرد
فالهدف الاسمي للعلمانية هو فصل الروحي عن الزمني وليس إلغاء الدين
محمد عبده بين التنوير والاسلام السياسي

https://drive.google.com/open?id=1ZfvdzNJaqNYWPDFyUNwv41u3AqhlZC7X
العلمانية 116 عام من الجدل
في 1 يناير 1903 صدر بمدينة الإسكندرية كتاب “ابن رشد وفلسفته” للكاتب اللبناني بالميلاد والمصري بالعيش والوفاة فرح أنطون، وقد ذكر فرح أنطون في مقدمة الكتاب أن الشيخ رشيد رضا يحرض الشيخ محمد عبده، والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب مفتى الديار المصرية، على فرح أنطون ومجلته “الجامعة”. وقد نتج عن هذا التحريض للشيخ محمد عبده ضد مجلة الجامعة وصاحبها فرح أنطون أن قرر الشيخ كتابة ردود على ما قالته الجامعة بخصوص فلسفة ابن رشد واعتبره محمد عبده خطأ، واعتبره رشيد رضا في مقدمته لردود الشيخ إهانة للعقائد الإسلامية وأئمة المسلمين، ورأى في رد محمد عبده “فصل بين الحق والباطل”، بالرغم من تأكيد فرح أنطون أن الموضوع “فلسفي لا ديني، ولو كان دينيا بحتا كما أوهم سيئوا القصد لأمسكنا عن الخوض فيه لأننا لا ندخل فيما لا يعنينا ولا يفيد الدخول فيه”. وهو المشهد الذي مازال يتكرر حتى هذه اللحظة مع كل من يقدم رؤية مغايرة للتاريخ أو الفلسفة أو الأفكار أو الآراء الفقهية عن تلك التي يملكها التيار الإسلامي العام، حيث يتحول الأمر من اختلاف في وجهات النظر والرأى إلى معركة بين الحق والباطل، والكفر والإيمان.
لاهوت التحرير… رؤية علمانية

https://drive.google.com/open?id=1BFuN7X8aRx52dw2Hlal3VNef6CX1tI4f
تأسیس التعددیة وإدارتها
لا یوجد أمة تتصف بالتجانس التام أي أن أفرادها ینتمون لنفس العرق ونفس الثقافة ونفس الدین ونفس الجنس ونفس الطبقة الاجتماعیة ونفس الأفكار السیاسیة، فكل أمة تتصف بتنوع مكونتها العرقیة والثقافیة والعقائدیة والطبقیة والسیاسیة، ولذلك لابد من وجود طریقة لإدارة هذا التنوع لتعیش كل هذه المكونات في سلام ویصبح هذا التعدد مصدر ثراء ولیس مصدر تصادم وتناحر واقتتال داخلي.
تأسیس التعددیة
الاستبداد عدو الحداثة – العقلانية
لا يختلف أي مثقف مصري على أن كل محاولات مصر للدخول لعصر الحداثة قد باءت بالفشل. ويرجع هذا الفشل لأسباب عديدة، يتحمل المثقفين جزء منها وخاصة استسلامهم للثقافة الأبوية التي تتحكم في المجتمع المصري وهى ثقافة مناهضة لقيم الحداثة. كذلك يقف الحاكم الطاغية ضد الحداثة لما تحمله قيم الحداثة من خطر على نظام حكمه وتسلطه على الجماهير. وهو ما يؤكد أن المستبد لا يهتم بمصلحة الوطن والمواطنين بقدر ما يهتم باستمرار سلطته حتى يذهب إلى قبره غير مأسوف عليه، وربما طمع أيضا في توريث السلطة لأحد أبنائه. لذلك، بالرغم ما تحققه قيم الحداثة للدولة من تقدم ورقى وتطور، يظل الطاغية يحارب هذه القيم بكل قوه مستعيناً بجيش من الإعلاميين ورجال الدين وبعض المثقفين.
الحراك العلماني في ذكرى فرج فودة
23 عام على اغتیال شهید الكلمة د. فرج فودة، الرجل الذي وقف وحیدا في مواجهة آلة التطرف والإرهاب یفضحها ویحذر من خطرها على مصر، ویفضح العلاقة السریة بین الرأسمالیة الطفیلیة التي تحكم مصر وبین جماعات الإسلام السیاسي التي تحكم العقل المصري. وقف وحیدا یطالب بعلمانیة مصر باعتبارها مركب النجاة الوحیدة لإنقاذ مصر من الغرق في ظلام الجهل والتخلف والطائفیة. ولكن لم یسمع احد ولم یلتفت، بل اعتبره أصحاب المصالح خطر على مصالحهم التي ارتبطت بجماعات الإسلام السیاسي، فتقرر تركه لیواجه عدو لا یعرف إلا لغة القتل والدماء حتى سقط شهیدا في سبیل نهضة مصر وإنقاذها من الوقوع في براثن الحرب الأهلیة التي اشتعلت في كثیر من دول المنطقة والدول ذات الأغلبیة المسلمة بفعل أفكار الإسلام السیاسي.
التطرف العلماني
یبرر الإسلامیین وبعض المتعاطفین معهم تطرفهم بأنه نتیجة للتطرف العلماني. ویدللون على ذلك بسلوك النظم القمعیة في منطقة الشرق الأوسط التي تنتسب إلى العلمانیة مثل تركیا وتونس أو التي ینسبها الإسلامیون إلى العلمانیة رغم رفض نظم هذه الدولة الانتساب للعلمانیة مثل مصر. ولعل ما یساعدهم في ذلك ضبابیة مفهوم التطرف وكذلك انخفاض مستوى الوعي لدى الجماهیر.